الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

الأمن والأمان

إن الأمن والأمان من أجلّ نعم الله تبارك وتعالى، امتن الله بها على قريش في أكثر من آية، قال تعالى:
( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) [ العنكبوت:67 ] ، وقال تعالي : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [ القصص:57 ]

فالأمن والأمان من أجلّ نعم الله تبارك وتعالى على العباد، فيها يجد الإنسان نفسه، ويؤدي وظيفته، ويغدو ويروح آمنا مطمئنا، ومن هنا لما امتنّ الله على قريش بنعمة الأمن أمرهم أن يعبدوه شكرا عليها، فقال تعالى: ( لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) [ قريش:1-4 ]
وفي هذه الآيات إشارة لطيفة إلى أنه في حال الأمن يتمكن الناس من عبادة الله تعالى، ولكن في حال الخوف والقلق لا يتمكنون من عبادة الله تعالى، وإذا أدوها لم يؤدوها على وجهها المشروع أصلا، وإنما يستخدمون الرخص التي رخص الله لهم فيها في حال الخوف والقلق، ومن هنا كانت صلاة الخوف تختلف في حقيقتها عن الصلاة في حال الأمن، يوضح ذلك قوله تعالى: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين * فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ) [ البقرة : 239،238 ]

فلما كذبت قريش رسولها، وعصت أمر ربها، ولم يشكروه على ما أنعم به عليهم من نعمة الأمن بَدّل الله أمنهم خوفا، وشبعهم جوعا ، كما قال تعالى: ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون * ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ) [ النحل:112-113 ]

المسام من سلم المسلمون من لسانه ويده.                

0 التعليقات:


المنشورات هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي مدونة مقاطعة أوجفت