بقلم : أحمد ولد باها Ahmedbaha58@yahoo.fr
حرك لواعج الهم الدفين بين جوانحي ما تلاقيه مقاطعة أوجفت العريقة والغنية بكفاءاتها الكثيرة والفقيرة بهم كذلك، ما نشرفي بيان تحت عنوان "أطر ووجهاء أوجفت يعلنون رغبتهم في تغيير أوضاع المدينة" عبر بعض المواقع الالكترونية في محاولة جديدة ترفض الاستسلام لواقع أوجفت الغارقة في ظلم ذوي القربى " أيام ولد الطايع " وفي صراع إرادات أبنائها المتغافلين عن إعصارالمشاكل والهم المخيم على أجوائها، والتي لا تجد حتى اليوم نصيرا لها على مكابدة ما لا أجد له تسمية أفضل من " صراع الأشقاء غير المعلن" .
قرأت البيان وأسماء موقعيه أحيي فيهم الضمير الحي ففيهم أوزان ثقيلة أعرفها تستطيع فعل الكثير متى ما واصلت الدرب بجد نحو الهدف وأسال الله أن تتكلل جهودهم بالتوفيق لما يخدم المصلحة العليا للمقاطعة وأن تورق دوافعهم للخير في ربوعها التي يصنع نكبتها أبناؤها بالتخلي عنها أكثر من أي معطى آخر.
بداية لا أحد يستطيع المزايدة على عمق جذوري التاريخية بمقاطعة أوجفت المنسية فأنا سليل إحدى أعرق وأكبر أسرها المعروفة " أهل باها " قد يقول البعض أو الكل أو جزء من هذا البعض والكل أنني لم أحظى كما أبي بسكن ربوع المقاطعة فذالك شرف لا أدعيه ، فزيارتي الأولى لها كانت أيام حملة التنصيب والانتساب في العام 2009 رفقة ثلة من الأقارب لكني أبقي رغم كل تلك القطيعة يفرحني نفض الغبار عنها ويحز في نفسي كل إخفاق يعتريها اقتصاديا كان أم ثقافيا، فأرضي تلك مباركة و أديمها طاهر وأهلها طيبون بسطاء صالحون يكتوون بلعنة الجغرافيا وتحديات التخلف التي تستوطن العمق ، يتسائلون متى يهبط المنقذ من السماء بعد ما يأسوا من ساكنة أرضها !
عايشت حنينا دافقا في أضلعي منذ بواكرعمري لمهد أجدادي وظل تهميشها ومعاناتها وخلافات الساسة التي تعصف من تحت الرماد بمجرد التفكير في تقديم ما ينفعها وينفع الناس حزنا يثقل دربي صباح مساء ، فأوجفت لم تعرف تنمية طيلة خمسين سنة من وجود الدولة سوى تنمية الساسة فيها لجيوبهم ومصالحهم الضيقة .
قد يقول البعض إني أتحامل على هؤلاء فأرد لا مشكلة لدي مع أي منهم فقليلة هي لقاءاتي بهم إن لم اقل نادرة فالكل يتقوقع على ذاته داخل بناية من أبنية العاصمة غير معني بطوابير العاطلين من عمال بسطاء أو خريجين فقدوا كل أمل في صحوت ضمير من هؤلاء، تلم الشمل وتحي رميم المودة والإخاء في النفوس قبل أن تصعد إلى بارئها محملة بأوزار السياسة ولعنة القطيعة مع الأهل والمسقط .
قد تكون العهود الماضية التي أعلت من شأن الفساد والمفسدين ساهمت في خنق كل إرادة من أبناء المقاطعة تحاول النهوض ، لكن وبعد أن جاء التغيير البناء وتموقع العديد من أطر المقاطعة في مفاصل السلطة ، ماالذي يبقي أوجفت حبيسة قيود الماضي الذي لا يزال يكبلها تهميشا وفاقة وحرمانا من كل مقومات الحياة حتى بات الكثيرون لا ليذكرون سوي أسماء مقاطعات الولاية الثلاث " أطار، شنقيط ، وادان " ويتناسى الكثيرون حتى وجودها الجغرافي ضمن الولاية على الرغم من كل المقدرات التي تنعم بها أوجفت المقاطعة الأعرق.
قديما قال المثل الحساني " راجل يبن حلة وحلة ما تبنى راجل " فهل عجزت أرحام نسائنا أن تلد رجلا في أوجفت يبنى حلة ، ويتسامى على الجراح والطعن من الخلف بنية صادقة وسيجد العديد من من تسري في عروقهم روح التحدي وحب أديم هذه المقاطعة وهمهم الوحيد الرفع من شأنها كما قدر لها الله لا كما خطط لها الكثيرون داخلها وخارجها .
تبقي المبادرة الجديدة وإن كنت لست عضوا بها نافذة أمل أرجو أن تصل الهدف الصعب والسهل في ذات الوقت، ولكي لا أصنف من قبل من تسكن نفوسهم ظلامية القول والفعل على إني مطبل لهذه المبادرة عن غيرها ، أقول إنني سبق لي أن شاركت في ما بدى لي( محاولات لرفع التحديات ) في المقاطعة وانتهى بعمل نفعي ربحي لبعض من نسقوا له لاغير على حساب متطلبات المقاطعة .
أخيرا التاريخ وحده كفيل بالحكم الصحيح على أفعال الرجال ، والرجال الحقيقيون هم وحدهم من يحجزون مقعدا بارزا في صفحات التاريخ وعلى الكل وضع هذه الحقيقة أمام عينيه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق