إنه محمد
الأمين بن السالك بن باها الملقب "أمين" الشمسدي نسبا ,الأوجفتي
موطنا ,الذي وافاه الأجل المحتوم بعد أداء فريضة صلاة الفجر يوم الأحد الخامس
من شهر رمضان المبارك1435 هجري الموافق.14/07/2013ميلادية عن عمر يناهز.75
سنة .
هو ابن الولي
الصالح والعابد الزاهد والمنفق في سبيل الله، كافل الأيتام و الأرامل ومؤازر
الضعفاء والمحتاجين الذي تواتر أهل أوجفت على أنه ذكر ربه في بطن أمه؛ إنه آخر شيخ
لقبيلة الشماسده في أوجفت الشيخ" محمد السالك ولد باها" المتوفى سنة 1984.
هذه المكانه
الإجتماعية المرموقه لعبت دورا كبير في رسم معالم حياة الفقيد المولود في مكطع
لحجار بالبراكنة سنة 1938 عند أخواله أهل الشيخ محمد عبد الرحمن ولد الزوين
من مشايخ تنواجيو الشرفاء ثم انتقل عند بلوغه الثالثة من العمر إلى أوجفت حيث
الأهل والعشيرة فقرأ القرآن الكريم على شيخيه الشيخ ولد باها الشمسدي وطالبنا
العلوي وأتم القرآن ثم توجه إلى أطار لدراسة علوم الفقه و النحو والسيرة في محضرة
أهل البشير التي أكمل بها تعليمه الديني ليعود إلى أوجفت ويبدأ في ممارسة النضال
السياسي والثقافي ضد المستعمر وهو لم يتجاوز العشرين من عمره حيث كانت له علاقات وطيدة
بكل الحركات التحررية إبان فترة ما قبل الاستقلال وكان عضوا فاعلا في حزب النهضة
وأحد أبرز رواده في تلك المنطقة الشيء
الذي أدى إلى سجنه في سجن أطار بتهمة
التحريض ضد المستعمر ليخلى سبيله لاحقا بتدخل من والده
كان يولي اهتماما
خاصا للشأن العام المحلي والوطني والإسلامي وكان كثيرا ما يردد: "مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ المٌسْلمين
فليس منهم"
في سنة 1958 تم تعينه ضمن رفاق أبيه السالك ولد باها الذين سيحضرون مؤتمر ألاك
كما تم تعينه لاحقا أحد النائبين عن مقاطعة أوجفت
وأخيرا قرر رحمه الله اعتزال السياسة والتفرغ للعبادة ومطالعة الكتب النفيسة
التي تعج بها مكتبته الكبيرة والتي لتزال قائمه وهي تضم سائر علوم المعرفة٠
عرفناه رحمه الله لا يفارق مصلاه من الفجر حتى طلوع الشمس محافظا على ورده
اليومي والأذكار الصباحية والمسائية واصلا لرحمه بشوشا في وجه ملاقيه، حريصا على
تأدية زكاة ماله ،آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، متواضعا كريما رحيما .
حتى وافاه الأجل المحتوم بعد فراغه من أداء صلاة الصبح ولسانه رطب بذكر الله
وكأن لسان حاله يقول:وَعَجِلْتُ
إِلَيْكَ رَبِّي لِتَرْضَى.
اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ
مُدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا
كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَأَبْدِلْهُ دَارًا
خَيْرًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ
زَوْجِهِ وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ أَوْ مِنْ
عَذَابِ النَّارِ.
هذا وللفقيد
أبناء وبنات وأخت وحيدة بارك الله في الخلف ورحم السلف إنه سميع مجيب
سيدي
المختار ولد صالح